للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا لي قدر الكفاية ولا آخذ من بيت المال أكثر منها ولم يكن والدي رحمه الله يقبل صلة أحد من الأمراء ولا من الوزراء ولا غيرهم إلا أن أهدى له هدية من المأكول أو ما أشبهه فإنه يقبل ذلك من بعض الناس ممن يتحقق حل ما له وكان هو ربما سير للملوك هدية مختصرة من مأكول أو نحوه فيتبركون بها ويستشفون.

حكى لي خادمه الشمس محمد بن داود رحمه الله قال سير الشيخ معي للملك الكامل هدية بعلبك وكان فيها كشك فلما أحضرت ذلك كان الكشك قد جعل في طبق فجعل الملك الكامل يستف منه وهو يتناثر على لحيته وثيابه وكان الصاحب فلك الدين بن المسيري حاضراً فقال يعرف الشيخ أن السلطان له سنين يحتمى عن اللبن وما يعمل منه وتراه قد أكل من هذا الكشك تبركاً بهدية الشيخ وأما أكابر الأمراء والوزراء ونواب السلطنة فكانوا يعاملونه بأضعاف ذلك من التأدب معه والامتثال لأمره واحترام أصحابه وأتباعه والمبالغة في ذلك إلى حد لا يوصف.

ولما انتقل النعل الشريف النبوي صلوات الله وسلامه على صاحبه إلى الملك الأشرف ووصل إليه وهو بدمشق أراد إرساله إلى والدي ليزوره ويتبرك به ثم قال نحن قد اشتقنا إلى الشيخ والأولى أن نسير إليه نخبره ليحضر يزور هذا الأثر الشريف ويبصره وكتب إليه بذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>