للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى لي الأمير عز الدين محمد بن أبي الهيجاء رحمه الله ما معناه قال لازمت العز الضرير بوم وفاته فقال اشتهى آكل أرزاً بلبن فقال له الكمال الحكيم رحمه وابن القف ما يوافق فقال هذه البنية التي لي قد تحللت وما بقي يرجى بقاؤها فدعوني آكل ما أشتهي فعمل له ذلك وأكل منه ولما أحس بشروع خروج الروح منه قال قد خرجت الروح من رجلي ثم قال قد وصلت إلى صدري فلما أراد المفارقة بالكية تلا: " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "، صدق اله العظيم وكذب ابن سينا كذب ثم خرجت روحه وكان هذا آخر كلامه قال الأمير عز الدين فحكيت ذلك فيما بعد للشيخ شمس الدين المقدسي الحنبلي رحمه الله فسر له وقال فرحتني بذلك وحكى لي الأمير عز الدين أن العز كان يصرح بتفضيل على رضوان الله عليه على الثلاثة الخفاء مع المبالغة في تعظيمهم رضي الله عنهم أجمعين وللعز يمدح عز الدين أحمد بن معقل:

علا الحبر عز الدين في العلم والندى ... على قومه مع فضلهم وعلى مضر

عرفنا به كيف الطريق إلى العلا ... وأنسى عظيم الخبر من أمره الخبر

إذا كان بيت في القصيدة غرة ... فأشعار عز الدين أجمعها غرر

هو البحر فاق الدر نظم قريضه ... ولا عجب للبحر إن قذف الدر

أملي علي نسب العز على هذه الصورة الأمير عز الدين محمد بن أبي الهيجاء رحمه الله، ثم رأيت بخط الشيخ تاج الدين عبد الرحمن برحمة الله قصائد عدة منسوبة إليه وكتب في أولها للشيخ عز الدين الحسن بن علي النصيبيني.

<<  <  ج: ص:  >  >>