وقيل في أحد الربيعين سنة ثلاث وستمائة وتوفي إلى رحمة الله تعالى بمدينة الفيوم من أعمال الديار المصرية في العشر الأخر من جمادى الأولى كان فاضلاً مقتدراً على النظم وهو من أعيان شعراء الملك الناصر صلاح الدين يوسف رحمه الله وكان في أول عمره يخدم جندياً ثم ترك الجندية وتزهد وصار أحد مشايخ الصوفية المشار إليهم ومن شعره وقد سير إلى بعض الأمراء هدية وكتب معها:
هدية عبد مخلص في ولائه ... لها شاهد منها على عدم المال
وليست على قدري ولا قدر مالكي ... ولكنها جاءت على قدر الحال
وكتب إلى شرف الدين أبي البركات بن المستوفي وزير إربل وقد طلبه علاء الدين بن صالح الأربلي وتحدث معه في أن يلي البيمارستان:
يا أيها المولى الوزير ذي الرعاية والعناية
إن العلاء أضلني ... بالقول عن طرق الهدايه
لألى لمارستانكم ... وأقوم فيه بالكفايه
إني لمحتاج إليه متى أجبت إلى الولاية
وله:
تنال نوال الناس ثم تنيله ... فدهرك مطلوب بما أنت طالبه
سخاؤك عما في يد الناس فوق ما ... تنيل من المال الذي أنت واهبه
وله:
قيل تهوى الجمال قلت لهم ما ... فيه عيب إن لم يكن فيه ريبه