للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القائم على العلمانية نسفاً، ونسفت الإخاء الوطني، وأظهرت تعصبها الطائفي المقيت، القائم على الانتماء لأديانها وعقائدها التقليدية الموروثة.

وكانت لعبة شعار الوطنية مكيدة انخدع بها جمع غفير من المسلمين ببراءة وسلامة صدر، حتى استلّ أعداؤهم منهم معظم حقوقهم، ومعظم مقدّراتهم.

* * *

(٣)

القومية

دوافع الانتماء القومي:

الاعتزاز بالقوم، والانتماء إليهم، والدفاع عنهم ظاهرة إنسانية قديمة، إذا اتفقت معها المبادئ الفكرية الاعتقادية، والمصالح والمنافع المتبادلة بين أفراد القوم وأسرهم وقبائلهم، استمرّت وتأصّلت في المجتمع، وإذا اختلفت معها المبادئ الفكرية الاعتقادية، والمصالح والمنافع، وسارت في اتجاهات معاكسة، أصاب هذه الظاهرة الخلل، وتعرّضت للانتكاسات، وظهرت في المجتمع الصراعات والتناقضات، ثمّ الانقسامات، وأنواع الانفصال.

أمّا دوافع هذه الظاهرة في النفس الإنسانية فيمكن أن نكشف منها ما يلي:

الدافع الأول: الأنانية التي تبدأ بالفرد، وتتسع مع اتساع دوائر المجتمع حتى تصل إلى دوائر القوم، الذين يجمعهم أصل واحد، ولغة واحدة، وقد يُنسى الأصل أو يُهمل بالتقادم واختلاط الأصول والأعراق، وتبقى اللغة، رابطاً يرمز إلى وحدة الأصل.

وبعض القبائل قد حافظت على أصولها وأعراقها وأنسابها، وقد يتسامح بعضها بإدخال الموالي معها، أو إدخال من تناسبه وتصاهره، كما هو الحال في كثير من القبائل داخل الجزيرة العربية.

<<  <   >  >>