للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكن معظم الشعوب قد اختلطت أعراقها، فمن الصعب تجميع قومٍ متحدي الأصل العرقي القبلي، في غير الذين حافظوا على أصولهم العرقية من القبائل.

الدفاع الثاني: عاطفة الرحم الموجودة في فطرة الإنسان نحو أصوله وفروعه وسائر قرابته، وقد تمتدّ إلى كل أفراد القوم امتداداً متناقض القوة، حتى تكون في أطرافها مثل الشعيرات الدقيقة جداً، من حبلٍ منقوض مبثوث من آخره، مجموع مُبْرمٍ من أوله، فهو من أوله المبرَم رباط الرحم القريبة، وهو من آخره المنقوض المبثوث شعيرات الصلات بأفراد القوم البعيدين، ولكل من الأوساط مقدار منها بحسب قربه أو بعده، وتكاد تسقط العاطفة الرحمية حين لا يبقى من الرباط القومي إلا رمز وحدة اللغة، وتبقى حينئذٍ العاطفة الإنسانية، أو ما يزيد عليها قليلاً من قوّة الرابط اللغوي.

الدافع الثالث: مطلب الحماية وتحقيق الأمن، في مواجهة أعداء القوم وخصومهم، والطامعين بهم، أو بأرضهم وخيراتهم.

ويسقط هذا الدافع حين لا يجد الإنسان لدى قومه الحماية التي يرجوها.

الدافع الرابع: مطلب التعاون لتأمين المصالح المشتركة، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

ويسقط هذا الدافع حين لا يجد الإنسان لدى قومه ما يحقق له المصالح التي يرجوها.

* * *

ظهور شعار القومية في أوروبا:

أما شعار "القومية" فهو شعار معاصر، ظهر في أوروبّا منذ أوائل القرن التاسع عشر الميلادي.

<<  <   >  >>