من الذين تأثروا بالفكر الأوروبي الحديث، وبدسائس المستشرقين والمبشرين والمستعمرين، ومن الذين حَلاَ لهم التحلل من شرائع الإسلام، وأحكامه.
وبالنزعة القومية مع الاتجاه العلماني نجحت المكايد التي دبّرت لإسقاط الخلافة الإسلامية، وتمكين الدول الاستعمارية من الاستيلاء على معظم البلدان العربية وشعوبها.
ثمّ قامت التكتلات القومية، ثمّ الأحزاب والمنظمات القومية، لتحقيق الاتجاه العلماني، وإقامة الرابط القومي بدل رابط الدين الإسلامي، الذي كان هو السائد في الشعوب العربية، ونشطت هذه التكتلات والأحزاب والمنظمات القومية في أعمالها نشاطاً عظيماً، موجهاً من الدول الاستعمارية ومدعوماً من قبلها.
وانطلت حيلهم على المغفلين من أبناء المسلمين، وآمن بأفكارهم التي نشروها وزينوها مثقفون من أبناء المسلمين، علّمتهم وربّتهم المدرسة الغربية، وانسلخوا من الدين الإسلامي إلى العلمانية، آخذين بالمادية الغربية، أو المادية الشرقية.
وضمن شعار الوحدة القومية المقرون بالعلمانية، مع الدعم الاستعماري، والمكايد الدولية المدبر، أقبل المتظاهرون بالانتماء إلى العروبة والاعتزاز بها، والمتعصّبون سرّاً لطوائفهم المعادية للإسلام والمسلمين، فتسللّوا بالحيلة والمسكنة وأساليب الذكاء، إلى مراكز القوة التعليمية والإدارية والسياسية والعسكرية، حتى قبضوا على معظم نواصيها، وركبوا أقوى ظهورها.
ومن حيلهم أنهم اتخذوا الذي انسلخوا من الإسلام من أبناء المسلمين مطايا مرحلية، فاجتازوا على ظهورهم المسافة من مواقعهم في الصفوف الأخيرة، إلى مواقع الصفوف الأولى، فمنصّات القيادة، ضمن جماهير المسلمين المخدوعين بالمطايا.