واستخدمت المكايد الدولية والطائفية المحلية القوميات لإشعال نيران الثورات والحروب والصراعات ذات النزعات القومية.
ولما وصلت الأقلية الطائفية غير المسلمة إلى مراكز القوة الفعلية، كشفوا الأقنعة عن وجوههم، وكشروا عن أنيابهم، ونبذوا الأكثرية المسلمة، وفرضوا عليها استعباداً وإذلالاً، وانطلقوا بجرأة تامّة، وصراحة غير متوارية، ينفذون رغبات الدول الاستعمارية، ورغبات الصهيونية، ورغبات كلّ أعداء الإسلام والمسلمين، وأعداء الشعوب العربية.
* * *
نظرة تحليلية إلى دعوة القومية:
لمّا أريد للقومية أن تكون رابطاً لتكوين أمة، بديلاً للدين أولاً وبالذات، ثمّ للوطنية، أو وحدة الدولة، أو وحدة المذهب الاجتماعي أو الاقتصادي تغطية وتلبيساً، أخذ المفكرون فيها يبحثون عن سند فكري أو نفسيّ لهذه القومية المعاصرة، فطرحت آراء متعدّدة، وقامت مناظرات وجدليّات، وبرز من الأفكار لتحديد عناصر القومية ما يلي:
١- وحدة الأصل والعرق.
٢- وحدة اللغة.
٣- وحدة التاريخ.
٤- وحدة الثقافة.
٥- المصالح المشتركة.
٦- وحدة المشاعر حول آلام الماضي وآمال المستقبل.
وأخذو مفلسفو القومية من الجرمانيين يركّزون على عنصر وحدة العرق، وظهرت نزعة تفوّق العرق الجرماني، وانطلقت القومية الألمانية على هذا الأساس، وجرّت للعالم حروباً طاحنة، كان المخططون لنشر