" إن أسّ الأساس في تكوين الأمة، وبناء القومية، هو وحدة اللغة، ووحدة التاريخ.
لأن الوحدة في هذين الميدانين، هي التي تؤدي إلى وحدة المشاعر والمنازع، ووحدة الآلام والآمال، ووحدة الثقافة ... وبكل ذلك تجعل الناس يشعرون بأنهم أبناء أمّة واحدة متميزة عن الأمم الأخرى.
ولكن: لا وحدة الدين، ولا وحدة الدولة، ولا وحدة الحياة الاقتصادية، تدخل بين مقوّمات الأمة الأساسية.
كما أنّ "الاشتراك في الرقعة الجغرافية" أيضاً، لا يمكن أن يعتبر من مقومات الأمة الأساسية.
وإذا أردنا أن نعيّن عمل كلٍّ من اللغة والتاريخ في تكوين الأمة، قلنا:
اللغة: تكوّن روح الأمة وحياتها.
التاريخ: يكوّن ذاكرة الأمة وشعورها. " انتهى.
واستناداً إلى هذه الأسس التي وضعوها، وحدّدوا بها عناصر القومية العربية، نصّوا على الأركان التي يجب على القوميّ أن يعرفها ويؤمن بها أشدّ الإيمان، وأهمّها ما يلي:
" إن كل من ينتسب إلى البلاد العربية ويتكلم باللغة العربية، هو عربي ...
ومهما كان اسم الدولة التي يحمل جنسيتها وتابعيتها بصورة رسمية.
ومهما كانت الديانة التي يدين بها، والمذهب الذي ينتمي إليه.
ومهما كان أصله ونسبه، وتاريخ حياة أسرته ... فهو عربي.
والعروبة ليست خاصة بأبناء الجزيرة العربية، ولا مختصة بالمسلمين وحدهم.