رجلٌ من المهاجرين رجلاً من الأنصار، قال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: ياللمهاجرين. فسمع ذلك رسول الله فقال:
" ما بال دعوى جاهليّة؟! ".
قالوا: يا رسول الله، كَسَع رجلٌ من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال:
" دعوها فإنها منتنة ".
٦- مرّ شاس بن قيس "هو حبر من أحبار يهود بني قينقاع" وكان شيخاً موغلاً في معاداة الإسلام، عظيم الكفر، شديد الحسد للمسلمين، على نفر من أصحاب رسول الله من الأوس والخزرج، فوجدهم مجتمعين متحابين، قد ألّفت بينهم الأخوة الإسلامية، فغاظه ما رأى من ألفتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال:" قد اجتمع مَلأ بني قَيلة بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع مَلَؤهُم بها قرار".
فأمر فتى شاباً من يهود كان معه، فقال له:" اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثمّ اذكر يوم بُعاث وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا به من أشعار".
فأقبل هذا الشاب فجلس بين المسلمين، وتحدث معهم، ثمّ استجرهم للحديث عن يوم بُعاث، وأنشدهم ما يحفظ من الأشعار التي قيلت فيه.
ودبت الحميّة بين الأوسيين والخزرجيين، وتنادوا: السلاح السلاح.
فبلغ ذلك رسول الله، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين، حتى جاؤهم في الحرّة، وهم يستعدّون للقتال، فقال:
" يا معشر المسلمين، الله، الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم