للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألّف به بين قلوبكم؟! ".

فلما سمع الأوس والخزرج ذلك من رسول الله، عرفوا أنها نزغة من نزغات الشيطان، وكيد من عدوّهم، فبكَوْا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً.

وأنزل الله عزّ وجلّ قوله في سورة (آل عمران/٣ مصحف/٨٩ نزول) :

{ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً منَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ} .

* * *

(٤)

الإنسانية

تقوم فكرة "الإنسانية" وقد تُسمّى "العالمية" أو "الأممية" على الاكتفاء برابط وحدة الأصل الإنساني، والاشتراك في الصفات العامّة التي يختص بها هذا النوع، مع نبذ أو إهمال كل الفوارق القومية، والوطنية، والدينية، وغير ذلك من اختلافٍ في المبادئ، والمذاهب، والعقائد، والمصالح، ومناهج السلوك، أو الترفُّع عنها والاستعلاء عليها، بنزعة إنسانية عالمية.

وتعرف هذه الفكرة في الغَرْب بفكرة الـ"كوزمبوليتيه".

أما الآراء والملاحظات التي تستند إليها دعوة "الإنسانية" فيمكن تلخيصها بما يلي، كما عرضها "ساطع الحصري" في معرض نقدها، ورفضها من وجهة نظر قومية.

١- ما الفرق بين الأوطان المختلفة؟ . أليست كلها من أجزاء الأرض التي نعيش عليها؟

وما قيمة الحدود التي تفصل الأوطان بعضها عن بعض؟ . أليست

<<  <   >  >>