الاكتفاء في تكوينها بشرط واحد، هو أن يكون العضو فيها من نوع البشر، دعوة باطلة، وفكرتها فكرة مزيفة ساقطة لا قيمة لها، سواء في الفكر السليم، أو في الواقع التطبيقي.
ولا يمكن تحقيقها حتى يتجرّد الناس من عقولهم، ومفاهيمهم، وعقائدهم، وعواطفهم، وأنانياتهم، وانتماءاتهم الدينية، أو القومية، وأن يتجردوا أيضاً من أهوائهم ونزعات نفوسهم، وهذه لا بدّ أن تتناقض أو تتباين وتتخالف في الناس.
وبعبارة أكثر اختصاراً: لا يمكن أن تتحقق "الأمة الإنسانية" الواحدة، حتى يتجرد الناس من "إنسانيتهم" وطبيعتها.
* * *
المخططون لدعوة الإنسانية وهدفهم منها:
المطالعات الكثيرة، والخبرات الطويلة المتعددة، دلت أهل البحث والتدقيق، على أن أخطر وأعتى المخططين لدعوة "الإنسانية" وأفكار السلم العالمي، وإزالة الفوارق المختلفة بين الأمم والأقوام والشعوب مهما كان شأنها، هم اليهود.
وهنا نتساءل فنقول:
هل كان المخططون لدعوة "الإنسانية" يجهلون الحقائق التي جاء إيضاحها في الفقرة السابقة؟.
إذا قلنا: نعم، فقد حكمنا على أنفسنا بعدم البصيرة، وعدم معرفتنا بشياطين التضليل في الأرض.
لا شك أن الفكرة قد تخدع ببريقها المعجلين غير المجرّبين، لكنّها لا تخدع أصحاب العقول الحصيفة، والتجارب الواعية.
ثمّ نقول: إذا كان المخططون لدعوة "الإنسانية" لا يجهلون زيفها وفسادها، وعدم صلاحيتها لتكوين أمة تستقر وتثبت، فما هو هدفهم من