والصداقة، والتعلّق بأشياء واقعية، وحتى الإخلاص للأفكار المجرّدة.
ويرى "فرويد" أن "اللبيدو" يتحوّل من عناصر جنسيّة، إلى عناصر أخرى غير جنسية لها قيمة اجتماعية، وسمّى ذلك تصعيداً أو إعلاءً.
وبناءً على رأيه هذا فقد رد النشاطات الحضارية والفنية الإنسانية إلى أنها من آثار هذا الإعلاء لما أسماه "اللبيدو".
* * *
(٥)
كشف الزيف:
ظهر لنا أن آراء "فرويد" الخاصة تنطلق من أساسين:
o الإلحاد بالله وإنكار الغيبيات واعتماد المادية.
o الدعوة إلى الإباحة الجنسية، تعلّلاً بما زعمه كبتاً جنسيّاً، وبما يولّده هذا الكبت من أمراض عصبية.
أما الإلحاد والمادّية فموضوع له في هذا الكتاب بحث خاصٌّ به، فلا داعي للاشتغال به هنا.
وبقي موضوع الإباحة الجنسية، ومزاعم تبريرها بأنها تحمي من إصابة الإنسان بالكبت، الذي قد يولّد لديه أمراضاً عصبية، وموضوع إنكاره قسم الرؤى التي قد تَسْتَشِفُّ تنبّؤات من الغيب، إذا مكّن الله النفس الإنسانية من ذلك، حين يكون نائماً.
أولاً: أمّا زعم "فرويد" انحصار دوافع الإنسان بالدافع الجنسي فقد تولّى تفنيده والردّ عليه وتزييفه علماء النفس في نظرياتهم.
وأما دعوته الملحّة إلى الإباحية الجنسية، حماية للنفس من الكبت وآثاره المَرَضِيّة، التي عظّم من أمرها وهوّل، واعتبرها من الأخطار الجسيمة، التي لا تستقيم الحياة الإنسانية إلا بالتخلص منها، فزيف آرائه فيها شديد الظهور: