عنه، إذا كانت ذات دلالة تنبئ عن أمر سيقع في المستقبل.
إن وجود هذه الظاهرة، وتكررها في الناس، في كلّ عصر، وفي كل أمّة، لا يفسّر بأنه مجرّد مصادفة، كما زعم "فرويد".
يضاف إلى ذلك أن بعض أهل تعبير الرؤيا قد يدركون دلالاتها قبل وقوعها إدراكاً ظنياً، ثمّ تتحقق تعبيراتهم، ويصّدق الواقع إدراكهم الظنّي. ثمّ إن كثيراً من الناس يسترجعون ذكريات الرؤيا ويدركون دلالتها بعد تحقق ذلك في الواقع، فحين تقع ينكشف لهم أنها كانت أنباءً استشفها النفس من وراء حجب الغيب بإذن الله.
والرؤى المنامية قد تكون دلالتها واضحة صريحة، وقد تكون دلالتها إشارية أو رمزية، أو مقلوبة الصورة، أو عكسها، أو ضدّها، أو مثال نفسية الذي دلّ عليه المرئي.
ولكثرة ما نلاحظ من قصص الرؤى التي يحكيها الناس، ويذكرون انطباقها على ما جرى لهم في حياتهم بعد رؤيتها لهم والتجارب الشخصية الكثيرة في ذك، نكاد نؤكد أن معظم الناس قد مرّ في حياتهم رؤيا منامِيَّة أو أكثر انطبقت فعلاً على ما جرى لهم بعدها.
والرؤى التي تنبيء عن أمور ستحدث، ثمّ تقع بعد ذلك، هي بمثابة برهان من الله على قضائه وقدره في عباده وعلى شمول علمه، وهي تدل على أن عالم الغيب حقيقة.
وما يدل على ثبوت القضاء والقدر السابق أو وجود علم سابق بما سيحدث، يهدي إلى الإيمان بالله، ثمّ إلى الإيمان بما جاء من عند الله في كتبه، وفي بيانات رسله.
وهذا النوع من الرؤى، قد يُعين الله به الشاكّين في الله، وفي قضائه وقدره وعلمه الشامل، إذ يكون لهم دليلاً على ذلك، فتطمئن قلوبهم بالإيمان، وبأن عالم الغيب حقيقة.