الحياة من المشاعر النفسية والإرادة واللذة والألم والأفكار.
سابعاً: وتزعم المادية أن الإنسان هو الذي اخترع بتخيله فكرة الرب الخالق القدير المهيمن العليم الحكيم العدل المعين عند الملمات، المجازي على الحسنة وعلى السيئة. الواقع أنه لا وجود لهذا الرب الخالق.
هذه هي خلاصة أصول مزاعم المادية، وهي جميعها دعاوى تقريرية لا دليل عليها مطلقاً.
وتتفرع عن هذه المزاعم الأصول مزاعم فرعية كثيرة، تتساقط من تلقاء نفسها متى ظهر تساقط هذه المزاعم الأصول.
تلخيص موقف الماديين
ويتلخص موقف الماديين بأنهم يقولون:
إن أصل الوجود كله مادة لها طاقة، أو طاقة تشكلت مادة. وهذه المادة عديمة الوعي والإرادة والتدبير، وليس وراءها عقلٌ يدبرها، ولا إرادة تهيمن عليها وتسيرها، ولا قصد يوجه مسيرتها، ولا علم يحيط بكل ذرة من ذراتها، وكل حركة من حركاتها، وليس لها علة من قبل عليم حكيم مريد قد أبدعها، ونظم حركتها، ووضع قوانينها.
ويحاول الماديون إقناع أنفسهم ومن يستجيب لهم، بأن اكتشاف العلماء لحلقات الاتصال بين ظاهرات الطبيعة كافٍ لحل كل تساؤلٍ حول مصدر المادة، وحول سر نظام عملها وإتقان صنعها، وزعموا أن هذا يغنيهم عن إثبات حاجة المادة إلى قوة غيبية عليمة حكيمة مريدة مختارة.
لقد تعلق الماديون بذيول المادة، واندفعوا وراء الوهم الخادع الذي سيطر على مشاعرهم، وعلقوا أنفسهم بسرابها، وصبروا على ظمأ أفكارهم وقلوبهم الشديد الذي لم يُرْوِهِ سراب المادة، وتظاهروا كذباً وزوراً وتزييفاً لحقيقة ما في نفوسهم بأن أسئلتهم قد انتهت عند حدود معرفة الروابط بين