الظاهرات السببية، التي هي في حقيقتها أسباب ظاهرية وليست عللاً حقيقية.
إن الروابط بين الظاهرات عاجزة عن تفسير الكون، والقوانين نفسها التي توصل إليها العلماء تحتاج إلى تفسير ما دامت لا تنتهي إلى الإرادة العليمة الحكيمة القادرة.
إنهم اتجهوا هذا الاتجاه الناقص الباطل عقلياً وعلمياً، ليفروا من الاعتراف بالحقيقة الكبرى، وهي وجود الله عز وجل، وذلك لئلا يلتزموا تبعات هذا الاعتراف.
(٤)
نظرة عامة حول حجج الماديين وجدلياتهم
أ- مقدمة
١- لا يقدم الماديون لأي دعوى من المزاعم التي زعموها أي دليلٍ عقلي أو عملي، غير محاولات الطعن بأدلة مخالفيهم في مذهبهم المقتصر على إثبات الوجود المادي وإنكار ما سواه، وإنكار الرب الخالق على أي تصور من تصورات المثبتين له، أصابوا في تصورهم أو أخطؤوا.
٢- كل ما يقدمه الماديون لإثبات أفكارهم لا يخرج عن ادعاءات لا دليل عليها، لا من البديهة، ولا من النظر العقلي، ولا من وسائل العلوم الطبيعية الكونية.
إنها قضايا تقريرية يحكمون بها من عند أنفسهم، دون أن يشهد لهم دليل صحيح بشيء منها، وظواهر الكون وقوانين الطبيعة التي توصلت إليها العلوم التجريبية، لا تسمح لهم مطلقاً بأن يفسروا الكون بأي زعم من المزاعم التي قدموها في تقريراتهم.
ومع ذلك يزعمون لأنفسهم العلمية، ويحتكرونها لمناهجهم على سبيل الادعاء الكاذب، ويدّعون أنهم يتقيدون بالإثباتات العلمية القائمة