للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على التجربة والملاحظة والمشاهدة الحسية.

٣- سبيل الماديين لتأييد أفكارهم وإدْحاض أفكار مخالفيهم - على طول خط مناظراتهم - يتلخص بالأكاذيب، وصناعة المغالطات، وترديد الدعاوى، والثرثرة بالأقوال المزخرفة، وادعاء العلمية، ومواجهة المخالفين بالنقد اللاذع، وبالهزء والسخرية، وبالشتائم، والاتهام بالرجعية والجمود والتخلف العلمي والفكري، ونحو هذه المسالك القذرة.

٤- الفلسفة الجادة، والعقول العلمية عند كل المنصفين، تدين الماديين بالسطحية، والتخلف العلمي، والمكابرة، والتعصب، والتقليد الأعمى، واتباع الهوى، والرغبة بإطلاق البهمية المفترسة المدمرة في الإنسان.

ب- اضطراب الماديين في تفسيراتهم

واضطرب الماديون في تفسيراتهم لتعليل الوجود المادي وما فيه من تغيرات وحدوثات.

وكلما اكتشف العلم حلقة سببية من حلقات أسباب الظواهر الطبيعية في الكون، قال الماديون: انتصرت المادية، وتأكدت صحة المذهب المادي، ثم يخيب أملهم حين يعجزون عن تفسير هذا السبب وإدراك ماهيته.

أمثلة من أقوالهم المضطربة

١- قال الفلكيون منهم: يكفينا قانون الجاذبية في تعليل الكون. مع أن قانون الجاذبية نفسه غيبيٌ غير مشهود الذات، وهو نفسه يحتاج إلى تعليل، وليس هو القانون الأول الذي يمكن أن تعلل به كل الظاهرات.

٢- وقال الطبيعيون منهم: يكفينا قانون المادة والقوة عن الاعتقاد بقوة غيبية كبرى تدبر العالم، وتهيمن عليه، وترجع إليها كل تصاريفه.

٣- وقال الكيميائيون منهم: تكفينا خصائص الذرة وصفاتها، وألفة

<<  <   >  >>