أَبُو الْجَهْمِ الْبَاهِلِيُّ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ , أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ وَهِيَ حَائِضٌ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْسِكَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا، حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا , َفَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا مِنْ قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَهَا فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: أَمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ , فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي بِهَذَا فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلاثًا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ، وَعَصَيْتَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكَ مِنْ طَلاقِ امْرَأَتِكَ ".
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَهْمِيِّ الأَصْبَهَانِيِّ الأَصْلِ الْمِصْرِيِّ مَوْلَى بَنِي فَهْمٍ كَانَ إِمَامًا ثِقَةً حَافِظًا فَقِيهًا مُنْ نُظَرَاءِ مَالِكٍ , وَكَانَ مُثْرِيًا قِيلَ: كَانَ مغلّه فِي السَّنَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فَمَا وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةٌ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وَثَمَانُونَ سَنَةً وَشُهْرَتُهُ تُغْنِي عَنْ وَصْفِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْقُرَشِيِّ الْعَدَوِيِّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سَمِعَ نَافِعٌ مَوْلاهُ فَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَسَمِعَ مِنْهُ الأَئِمَّةُ الأَعْلامُ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، عَنْ مَوْلاهُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، كُلُّهُمْ عَنْ قُتَيْبَةَ , عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، زَادَ مُسْلِمٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ , فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمْ عَالِيًا، وَرَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْمُجْتَبَى، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ بِنْتِ مَنِيعٍ كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ عَالِيَةً
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute