الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: تَحذير المَرْء من المُخالَفة؛ لقوله تعالى:{بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} يَعنِي: فاحْذَرْ أن تُخالِف في عمَلِك، فإن اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَليم به، وقوله تعالى:{بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} لا يُستَفاد منه الحَصْر؛ لأنه قدَّم المَعمول؛ {بِمَا تَعْمَلُونَ} لأن أَصلَه؛ وأن اللَّه خَبير بما تَعمَلون. فنَقول: هذا الحَصْرُ إضافيٌّ والغرَض منه التَّحذير، فكأنه يُقال: لو لم يَكُن خَبيرًا بالشيء لكان خَبيرًا بأعمالكم، فإفادةُ الحَصْر هنا: لتَمام التَّحذير، يَعنِي: كأَنْ يُقال: لو لم يَكُن خَبيرًا بشيء لكان خَبيرًا بأعمالكم فاحْذَرُوا المُخالَفةَ.