للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ هذه الجنَّاتِ مُشْتَمِلَة على النعيم الذي هو سُرُورُ القَلْب، وتَرَفُ البدَن، فأبدانُهم في غاية ما يَكون مِن التَّرَف، وقلوبهم في غايةِ ما يَكون مِن السرور؟ قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: ١١] {نَضْرَةً} في أبدانِهم، {وَسُرُورًا} في قلوبِهم.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ هذه الجنَّاتِ جَنَّاتُ خُلْد لا مَوتَ فيها؛ لِقوله سبُحَانَهُ وَتَعَالَى: {نَضْرَةً} وقد ورَدَ في عِدَّة آيات مِن القرآن ذِكْر التَأْبِيد لِهذا النعيمِ: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}.

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: الآية تَدُلُّ على أنَّه لا مرَضَ في الجَنَّة، ووجهه قوله تعالى: {جَنَّاتُ النَّعِيمِ}؛ لأنَّ المرَض يُنافي النعيم، وعلى أنَّه ليس فيها شَيْخوخة؛ لأنَّ الشَّيْخُوخُة تُنافِي ذلك أيضًا، وعلى أنَّه ليس فيها هَمٌّ أو كَدَر أو تَنغِيص أبدًا، كُلُّ هذا يُنافِي النعيم، اللَّهُمَّ اجعَلْنا من أهلها خالِدين فيها.

الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أنَّ هذا الوعدَ حَقٌّ لا يُمكِن أن يُخْلَف، لِقولِه تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا}؛ ويُمكِن أن يُستَفاد مِنه: أنَّه لا حُجَّةَ لهم بعد أن أَكَّد اللَّه سبُحَانَهُ وَتَعَالَى هذا الوَعْدَ بهذا التَّأكيدِ، وبعد أَنْ ذكَر أيضًا الوعيد على مَن خالَف.

الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: فضلُ اللَّه تعالى عَلى عِباده بِكونِه يُؤكِّد لهم هذه الأمورَ هذه التأكيداتِ، مَع أنَّه جَلَّ وَعَلَا يَكفِي خبَرُه، لكنَّه يُؤَكِّد هذا الخبَرَ وهذا الوعدَ مِن أَجْل أن يَقْوَى الناسُ على الحُصول على هذا النَّعيمِ، وذلك بالإيمان والعمَل الصالِح.

الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: إثبات العِزَّة والحِكْمة للَّه تعالى، لِقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، وإثباتُ هذين الاسمَيْن مِن أسماء اللَّه تعالى، وهما: العزيز والحكيم.

* * *

<<  <   >  >>