وقول المُفَسِّر: [{حَمِيدٌ} محَمود في صُنْعه] هذا قُصُور، فـ {حَمِيدٌ} يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ أنها: [محَمود في صُنْعه]، والصواب أنَّه مَحمُود في صُنْعِه وشَرْعِه، وفي جميع صِفاتِه فهو محَمود على صِفاتِه الكامِلة، وعلى أفعالِه وعلى شرْعِه.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَة الأُولَى: بيانُ مِنَّةِ اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على لُقْمانَ عَلَيْهِ السَّلامُ بإعطائِه الحِكْمة؛ قال تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ الحِكْمة قد يَنالهُا مَن ليس بِنَبِيٍّ؛ لأنَّ لقمانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ على قول الجمهور ليس نَبِيًّا.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ شُكْرَ اللَّه تعالى مِن الحِكْمَة؛ لأنَّ قولَه تعالى:{أَنِ اشْكُر}، هذا مِن تفسير الحِكمة، والشُّكْر للَّه لا شكَّ أنَّه مِن الحِكمة؛ لأنَّ الحِكمة هي مُوافَقَة الصَّواب أو وَضْعُ الشَّيْءِ في مَوضِعِه، ولا شَكَّ أنَّ شُكْرَ اللَّه تعالى مُوَافِق للصَّوَاب، وأنَّهُ وَضْع لِلشَّيْء في مَوْضِعِه.