للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا حِصاناً كالعُقاب أجْردا ولا إِماءَ كالسَّعالي نُهَّدا

ألبِسْنَ ربطاً وحُلينَ عَسْجَداً فَقُمن يُشبِهن غُصوناً مُيَّدا

إنَّ المنيات توافي الموعدا تَنزل بالنازل دُنياه الرَّدى

وحظُّه مِنها الذي تَزَوّدا

قال: وأنشدني الهيضم لأبيه، فذكر قصيدة انتخبت منها:

لِتبكِ عُيون مُسبلاتٌ بوَبلِها على زينةِ الدُّنيا وعالمِ أهلِها

قليلٌ عليه فاستقلا بُكاكُما على مُستقلٌّ بالخُطوب مُقلّها

إمامٌ لأهل العلم تَفري مَطيُّهم إليه الفَلا بينَ السّديس ويُزلَها

فبانَ بيومٍ كانَ مِقدار يَومه وصارَ إلى دار البِلي ومَحلّها

فتلك المطايا قد أُرحْنَ من السُّرَى ومِن شَدِّ أنساعِ الرِّحالِ وحَلِّها

لمهلك ثاوٍ كان مَأوى رِحالهم إذا ما أُنيخت كل عيسٍ برَحْيلِها

لِيُروَ رَميمٌ تَحتَ ردمٍ من الثَّرى تَصوب عليه البارِقاتُ بهَطلِها

سَتحدث أحداثٌ يقال لمثلها ألا مِثلُه في مثلها عِند مِثلها

قال: وأنشدني الهيضَم لأبيه فيه:

للزاهدينَ مع الدموع دُموعُ والعابدين لهم عليكَ خُشوعُ

يَبكون فَقْدَك والجفونُ شِفاؤها هَمَلانُها وَرُقادُها مَمنوعُ

يا أحمد الخَير الذي وارى الثَّرى وبه الشَّتاتُ مِن الجميع جَميعُ

أروَى مَحلَّتَكَ السماءُ وجادَها دِيَمُ الخَريف وصَيِّفٌ ورَبيعُ

<<  <   >  >>