{بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: ٤٣]
الحمد لِلَّهِ رب العالمين , والصلاة والسلام على رسولِ اللَّه خاتم الأنبياء والمرسلين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله , أما بعد:
[أولا: سبب التأليف]
لقد كان السبب الداعي لتأليف هذا الكتاب هو أنني لم أجد كتابا أو برنامجا يجمع التخريجات والشواهد المتعلقة بمتن واحد من متون الكتب العشرة (البخاري , مسلم , الترمذي , النسائي , ابن ماجة , مسند أحمد , موطأ مالك , صحيح ابن خزيمة , وصحيح ابن حبان) , بحيث يكون التخريج مُتقنا يَعتمد عليه الباحث في جمع طرق الحديث الواحد وشواهده.
لقد قام العديد من الإخوة الأفاضل - جزاهم الله كل خير - بالعمل على جمع تخريج الحديث الواحد من كتبٍ تزيد على الخمسين كتابا في بعض الأحيان.
لكن عملهم إما هو كتاب مطبوع مصوَّر يصعب على الباحث أن يعثر فيه على مراده بالسرعة المطلوبة , وإما أن يكون العمل على هيئة برنامج يصعب فيه على الباحث إتمام عملية النسخ واللصق لجميع متون التخريج دفعة واحدة.
هذا بالإضافة إلى أن كثرة عدد النصوص المراد ذكرها في التخريج والشواهد قد تؤدي إلى عدم الإلمام بجميع طرق الحديث المطلوب تخريجه , والأمر بالنسبة للشواهد كذلك أيضًا.
بل إن أغلب ما وجدتُ من كتبٍ مختصة بالتخريج , يقتصر عملها على ذكر رقم حديث التخريج ,
أو قد يذكر الحديث ولا يذكر درجته ,
أو يذكر الحديث ودرجته , ولا يذكر شواهده ,
أو يفعل ذلك , ولكنه لا يجمع جميع طرق الحديث ,
وذلك كما أشرت بسبب ضخامة العمل المطلوب وصعوبته , واختلاف ألفاظ الروايات إلخ ..
فكان أن أحببت أن أدلي بدلوي في هذا المضمار , لعل أحدا من الناس ينتفع به.