٤ - حَدَّثَني عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ صَائِدٍ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لِي: أَمَا قَدْ لَقِيتُ مِنَ النَّاسِ، يَزْعُمُونَ أَنِّي الدَّجَّالُ، أَلَسْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "إِنَّهُ لَا يُولَدُ لَهُ" قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَقَدْ وُلِدَ لِي، أَوَلَيْسَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلَا مَكَّةَ" قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَقَدْ وُلِدْتُ بِالْمَدِينَةِ، وَهَذَا أَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي فِي آخِرِ قَوْلِهِ: أَمَا، وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَوْلِدَهُ وَمَكَانَهُ وَأَيْنَ هُوَ، قَالَ: فَلَبَسَنِي٨٩ - (٢٩٢٧)
- حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ صَائِدٍ: وَأَخَذَتْنِي مِنْهُ ذَمَامَةٌ: هَذَا عَذَرْتُ النَّاسَ، مَا لِي وَلَكُمْ؟ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ أَلَمْ يَقُلْ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ يَهُودِيٌّ" وَقَدْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: "وَلَا يُولَدُ لَهُ" وَقَدْ وُلِدَ لِي، وَقَالَ: "إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَيْهِ مَكَّةَ" وَقَدْ حَجَجْتُ، قَالَ: فَمَا زَالَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَأْخُذَ فِيَّ قَوْلُهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: أَمَا، وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ الْآنَ حَيْثُ هُوَ، وَأَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، قَالَ: وَقِيلَ لَهُ: أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ ذَاكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ فَقَالَ: لَوْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا كَرِهْت. , (م) ٩٠ - (٢٩٢٧)
- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا، أَوْ عُمَّارًا، وَمَعَنَا ابْنُ صَائِدٍ، قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ، فَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ وَحْشَةً شَدِيدَةً مِمَّا يُقَالُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَجَاءَ بِمَتَاعِهِ فَوَضَعَهُ مَعَ مَتَاعِي، فَقُلْتُ: إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ، فَلَوْ وَضَعْتَهُ تَحْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَرُفِعَتْ لَنَا غَنَمٌ، فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِعُسٍّ، فَقَالَ: اشْرَبْ، أَبَا سَعِيدٍ فَقُلْتُ إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ وَاللَّبَنُ حَارٌّ، مَا بِي إِلَّا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَشْرَبَ عَنْ يَدِهِ - أَوْ قَالَ آخُذَ عَنْ يَدِهِ - فَقَالَ: أَبَا سَعِيدٍ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ حَبْلًا فَأُعَلِّقَهُ بِشَجَرَةٍ، ثُمَّ أَخْتَنِقَ مِمَّا يَقُولُ لِي النَّاسُ، يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ خَفِيَ عَلَيْهِ حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَسْتَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُوَ كَافِرٌ" وَأَنَا مُسْلِمٌ، أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُوَ عَقِيمٌ لَا يُولَدُ لَهُ"، وَقَدْ تَرَكْتُ وَلَدِي بِالْمَدِينَةِ؟ أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلَا مَكَّةَ" وَقَدْ أَقْبَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ؟ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَعْذِرَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا، وَاللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ وَأَعْرِفُ مَوْلِدَهُ وَأَيْنَ هُوَ الْآنَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: تَبًّا لَكَ، سَائِرَ الْيَوْم. , (م) ٩١ - (٢٩٢٧)
- حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: حَجَجْنَا فَنَزَلْنَا تَحْتَ شَجَرَةٍ وَجَاءَ ابْنُ صَائِدٍ، فَنَزَلَ فِي نَاحِيَتِهَا فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ مَا صَبَّ هَذَا عَلَيَّ، قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا أَلْقَى مِنَ النَّاسِ، وَمَا يَقُولُونَ لِي؟ يَقُولُونَ: إِنِّي الدَّجَّالُ، أَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الدَّجَّالُ لَا يُولَدُ لَهُ، وَلَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ، وَلَا مَكَّةَ» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، وَقَالَ: «قَدْ وُلِدَ لِي وَقَدْ خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَأَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَكَأَنِّي رَقَقْتُ لَهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِمَكَانِهِ لَأَنَا، قَالَ: قُلْتُ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْم. (حم) ١١٣٩٠
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَقْبَلْنَا فِي جَيْشٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قِبَلَ هَذَا الْمَشْرِقِ، قَالَ: فَكَانَ فِي الْجَيْشِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَيَّادٍ، وَكَانَ لَا يُسَايِرُهُ أَحَدٌ، وَلَا يُرَافِقُهُ، وَلَا يُؤَاكِلُهُ، وَلَا يُشَارِبُهُ، وَيُسَمُّونَهُ الدَّجَّالَ، فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ نَازِلٌ فِي مَنْزِلٍ لِي، إِذْ رَآنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَيَّادٍ جَالِسًا، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَلَا تَرَى إِلَى مَا يَصْنَعُ بي النَّاسُ؟ لَا يُسَايِرُنِي أَحَدٌ، وَلَا يُرَافِقُنِي أَحَدٌ، وَلَا يُشَارِبُنِي أَحَدٌ وَلَا يُؤَاكِلُنِي أَحَدٌ، وَيَدْعُونِي الدَّجَّالَ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ» وَإِنِّي وُلِدْتُ بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يُولَدُ لَهُ»، وَقَدْ وُلِدَ لِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ مِمَّا يَصْنَعُ بِي هَؤُلَاءِ النَّاسُ، أَنْ آخُذَ حَبْلًا فَأَخْلُوَ فَأَجْعَلَهُ فِي عُنُقِي فَأَخْتَنِقَ، فَأَسْتَرِيحَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ، وَاللَّهِ مَا أَنَا بِالدَّجَّالِ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَوْ شِئْتَ لَأَخْبَرْتُكَ بِاسْمِهِ، وَاسْمِ أَبِيهِ، وَاسْمِ أُمِّهِ،، وَاسْمِ الْقَرْيَةِ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا (حم) ١١٧٤٩
قال المزي في تهذيب الكمال:
(ت ق): عمارة بن عبد الله بن صياد الأنصاري، أبو أيوب المدنى، وأبوه الذى قيل عنه أنه الدجال. اهـ.
وقال المزى: قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة. وكذلك قال النسائى. وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال محمد بن سعد: كان ثقة، قليل الحديث، وكان مالك بن أنس لا يقدم عليه فى الفضل أحدا،
وكانوا يقولون: نحن بنو شيهب بن النجار، فدفعهم بنو النجار وخلف منهم سبعة وأربعون رجلا ورجل من بنى ساعدة على المنبر ما هم منهم
وطرحوا منهم. فقالوا: نحن حلفاء بنى مالك بن النجار، فهم فيهم اليوم على ذلك، ولا يدرى ممن هو. وعبد الله بن صياد الذى ولد مختونا مسرورا، فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: قد خبأت لك خبئا، فقال: الدخ. فقال: اخسأ لن تعدو قدرك. وهو الذى قيل إنه الدجال لأمور كان يفعلها، وقد أسلم عبد الله بن صياد وحج وغزا مع المسلمين وأقام بالمدينة، ومات عمارة في خلافة مروان بن محمد.
وذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات ".
روى له الترمذى وابن ماجة حديثا واحدا، وقد وقع لنا بعلو عنه.
أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجى، قال: أنبأنا أبو جعفر الصيدلانى، وعفيفة بنت أحمد فى جماعة، قالوا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال: أخبرنا أبو القاسم الطبرانى، قال: حدثنا الحسين بن إسحاق، قال: حدثنا دحيم، قال: حدثنا ابن أبى فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن (" عمارة بن عبد الله صياد ")، عن عطاء بن يسار، قال: سألت أبا أيوب الأنصارى صاحب النبى صلى الله عليه وسلم: كيف كانت الضحايا فيكم فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان الرجل فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم يضحى
بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون منها ثم تباهى الناس فكان كما ترى.
رواه الترمذى عن يحيى بن موسى البلخى، عن أبى بكر الحنفى، عن الضحاك بن عثمان وقال: حسن صحيح.
ورواه ابن ماجة عن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، فوافقناه فيه بعلو.
وقد وقع لنا أعلى من هذا بدرجة أخرى.
أخبرنا به محمد بن عبد الرحيم المقدسى، قال: أنبأنا المؤيد بن محمد بن على الطوسى، قال: أخبرنا هبة الله بن سهل السيدى، قال: أخبرنا سعيد بن محمد البحيرى، قال: أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسى، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى، قال: حدثنا أبو مصعب الزهرى، قال: حدثنا مالك، عن عمارة بن صياد أن عطاء بن يسار أخبره أن أبا أيوب الأنصارى أخبره أنه قال: كنا نضحى بالشاة الواحدة يذبحها الرجل عنه وعن أهله ثم تباهى الناس بعد فصارت مباهاة. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب ٧/ ٤١٩:
قول ابن سعد فى عبد الله بن صياد يوهم أنه مات على الإسلام بالمدينة، وقد ذكر غيره فى ترجمته أنه خرج إلى أصبهان وأن اليهود تلقوه، وقالوا: هذا ملكنا الذى نستفتح به على العرب، وأدخلوه البلد ليلا ومعه الطبول والشموع، ثم لم يعرف له خبر بعد ذلك. ذكره أبو نعيم فى " تاريخ أصبهان " بسنده.
وقد بسطت ترجمته فى كتابى فى الصحابة لأن صاحب التجريد ذكره مختصرا، نعم أخرج أبو داود بسند صحيح عن جابر قال: فقدنا ابن صياد يوم الحرة.
ومن طريق ابن أبى سلمة قال: شهد جابر أن ابن صياد هو الدجال، فقلت: إنه قد مات؟! قال: وإن مات. قلت: فإنه قد أسلم؟! قال: وإن أسلم.
وقال الآجرى: قلت لأبى داود: عمارة بن صياد من ولد ابن صياد؟ قال: بلغنى هذا عن ابن سعد، وسألت أحمد بن صالح عن هذا فأنكره، ولم يكن له به أدنى علم
وذكر الزبير بن بكار فى أول نسب قريش أن ابن صياد ـ يعنى: عمارة هذا ـ وابن حزم ـ يعنى عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ـ استبا، فقال ابن حزم لابن صياد: لستم منا. وقال ابن صياد لابن حزم: لستم من العرب. فبلغ الوليد وهو خليفة، فكتب: إن زعم ابن حزم أنهم من ولد إسماعيل فحد له ابن صياد، وإن أنكر فلا فإنا لا نعرف عربيا إلا من ولد إسماعيل. فزعم ابن حزم أنهم من ولد إسماعيل فحد له ابن صياد. اهـ.