للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحسنات -أي: يُذهِبُها ويُحْرِقُها ويمحو أثرها -كما تأكل النَّار الحطب» (١)،

أي:


(١) أخرجه أبوداود-وتفرَّد به عن الستَّة- في سننه في كتاب الأدب، باب في الحسد، (٤/ ٢٧٦، ح ٤٩٠٣) وعبد بن حميدٍ في منتخَبه (ص ٤١٨) والخرائطيّ في مكارم الأخلاق (ص ٣٣٩) وابن بشرانَ في أماليه (ص ٣١٠) والبيهقيّ في الآداب (ص ٤٧) وفي الشعب (٩/ ١٠) كلُّهم من طريق سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أَسيدٍ - ضبطه ابن حِبَّان بفتح الهمزة وضمِّها، بينما ضبطه الحافظ ابن حجرٍ: بفتح الهمزة، - عن جدِّه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إيَّاكم والحسدَ، فإن الحسد يأكل الحسناتِ كما تأكل النَّار الحطبَ - أو قال: العُشبَ» وسنده ضعيفٌ، فيه إبراهيم بن أبي أَسيد البرَّاد، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (٢/ ٨٨): (شيخٌ مدنيٌّ محلُّه الصدق)، وذكره ابن حبَّان في الثقات (٦/ ١٠) وقال الحافظ في التقريب (رقم ١٥٣): (صدوقٌ). وجدُّه أيضًا مجهولٌ ولم يسمَّ، ولذا قال البخاريُّ في التاريخ الكبير (١/ ٢٧٣) عن هذا الحديث: (لا يصحُّ). وضعَّفه الألباني في الضعيفة (٤/ ٣٧٥).

وأخرج ابن ماجه في السنن، في كتاب الزهد، باب الحسد، (٢/ ١٤٠٨، ح ٤٢١٠) من طريق عيسى بن أبي عيسى الحناط، عن أبي الزناد، عن أنس، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار» وعيسى الحنَّاط هو ابن ميسرة الغفاريّ كما في: موضح أوهام الجمع والتفريق (ص ١٤٦) للخطيب -خلافًا للبخاريِّ في التاريخ الكبير (٦/ ٤٠٤) - ولم يخرِّج له من الستَّة إلا ابن ماجه، خرَّج له هذا الحديث وآخر، وهو ضعيفٌ جدًّا، انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتمٍ (٦/ ٢٨٩)، والضعفاء للعقيلي (٣/ ٣٩٢)، ولذا فالحديث لا يصحّ أيضًا، لكن نقل الشارح في فيض القدير (٣/ ٤١٣) عن الحافظ العراقيِّ قوله: (سنده ضعيفٌ، وقال البخاريّ: لا يصحّ، لكنَّه في تاريخ بغداد بسندٍ حسن) اهـ. والمشار إليه هو ما خرَّج الخطيب في تاريخ بغداد (٣/ ١٢) قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، قال: أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حريقا البزاز، قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا ... ومحمد بن الحسين لم أقف له على ترجمةٍ، وكذا عبد الله بن إسحاق البغوي، والظاهر ضعفُ هذا الطريق، فإنَّه لو صحَّ عن قتادة لوصلنا من طريق دواوين الإسلام، بدلًا من كتب التواريخ وتراجم الأعلام، وقد قعَّد الحافظ الذهبيُّ في الموقظة في علم مصطلح الحديث (ص: =

<<  <   >  >>