للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدٌ: الطيرةُ، والظنُّ، والحسدُ، فإذا تطيَّرتَ فلا ترجعْ، وإذا ظننت فلا تحقِّق، وإذا حسدت فلا تبغِ» (١).

(ولا تناجشوا) بجيمٍ وشينٍ معجمتين، أي: لا ينجش بعضكم على بعضٍ بأن يزيد في المبيع لا لرغبةٍ فيه، بل لينخدع غيره فإنَّه حرامٌ؛ لأنَّه غشٌّ وخديعةٌ وتركٌ للنصح الواجب، واشتقاقُه من: (نجشْتَ الصيد) إذا أثرتَه، كأنَّ الناجش يثير كثرة الثمن بنجشه، ذكره الزمخشريّ (٢).


(١) هذا الحديث بهذا اللفظ لم أقف عليه في كتب الحديث، ولكن له لفظ آخر مرويٌّ بطريقين: الأَوَّل: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عند أبي الشَّيخِ الأصبهانيِّ في كتاب التوبيخ والتنبيه (ص ٤٤) من طريق شعبة عن محمد بن إسحاق عن علقمة بن أبي علقمة عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: «في المؤمن ثلاث خصالٍ: الطيرة، والظن، والحسد، فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع، ومخرجه من الظَّن أن لا يحقِّق، ومخرجه من الحسد أن لا يبغي» وفي إسناد الحديث من الكتاب سقطٌ أفاده محقِّق الكتاب، ومن هو علقمة بن أبي علقمة؟ وهل سمع من أبي هريرة؟ قال حسن الوائلي في نزهة الألباب في قول الترمذيّ وفي الباب (٥/ ٢٨١٤): (ولم أر تصريحًا لابن إسحاق، وعلقمة إن كان المدنيَّ فيبعد سماعه من أبي هريرة وإن كان غيره فاللَّه أعلم).
والطريق الثاني عند الطبرانيّ في الكبير (٣/ ٢٢٨) عن حارثة بن النعمان رضي الله عنه، وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري وهو ضعيفٌ -كما قاله الهيثمي في المجمع (٨/ ٧٨) - انظر: تاريخ الإسلام للذهبيِّ (٤/ ٥٨٢) وغاية المرام للألبانيِّ (ص: ١٨٥)، والمداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي للغماريِّ (١/ ٣٤٢).
(٢) الفائق في غريب الحديث (٣/ ٤٠٧).

<<  <   >  >>