فمنها لومُه للنبي عون وعتابُه له على أخذه الفداء، وقولُه إن ذلك ليس له
مَنْعُ قولكم بأنه معصوم في الأداء عن الله ووضعِ الشرعِ وإخباره تعالى بأنه
مصطفىً معصوم.
ومنها تغليظ في العتاب له ولهم بقوله:(تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) ، وهذا نمن منه على عصيانِ رسوله وعصيانِ متَبعيه على رأيه، وإنهم خالفوا بما صَنَعوا من ذلك حُكمَه ومرادَه، واتَبعوا عرَضَ الدنيا مؤثرينَ له على ثوابِ الآخرة.
ومنها الزيادةُ في بيانِ اقترافه وإياهم الذنبَ في أخذِ الفداء بقوله:(لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ، وهذا تعظيم منه لشأن
معصيتهم وقُبْح تجرُّمهم.
ومنها أنه قال عقيبَ ذلك:(فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا) ، قال: وكيف
يأكلونه حلالاَ طيبا وهم قد خالفوا فيما أخذوه وعدَلوا عن نُصرة الدين إلى
أخذِ عرَضِ من الدنيا يسيرِ فشتانَ بينَ الإخبارِ عن أكلهم له حَلَالًا طَيِّبًا وبينَ
الإخبار عن قَصْدِهم به تحصيلَ عرَضِ الدنيا والإعراض عني ثواب الآخرة.
ليوافِقَه أمرَه في الإثخان في القتل، قالوا: وهذا كله متناقضٌ جدًّا؟.