وقد روي عن عبد الله بن عباس: "أنه قال في كهيعص: إن الكافَ من كافٍ والهاءَ من هادٍ والياءَ من حكيمٍ والعينَ من عليمٍ والصادَ من صادق ".
والعربُ تستعملُ الترخيمَ في كلامها، ويكنى ببعض حروف الاسم
والفعل عن جميعها فيقولون: يا حارِ يريدون يا حارث، ويا صاحِ يريدون
يا صاحب، ويقولون عِمْ صباحاً أي: أنعم صباحا، وقال بعضُ القراء:
"ونادوا يا مالِ ليقضِ علينا ربك "، يعني: يا مالك، فرخم.
قالوا: والعربُ تقول أمسك فلانُ عن فلَ يعنونَ عن فلان، وأنشدوا قول الشاعر:
فواطبا مكةَ من ورقِ الحمى
يعني الحمام.
وقال آخر:
فقلت لها قفي فقالت قاف
أي وقفتُ وأومَأت بالقاف عن اسم الوقوف، وهذا في كلامِهم أكثرُ من
أن يُحصى، وإذا جازَ ذلك وساغَ في اللسان جاز أن يُكنى الله تعالى بكل
حرفِ من هذه الحروف عن اسمِ من أسمائه هو من جُملته على وجه الحذف
والاختصار، فكأنه قال: الكافي الهادي الحكيمُ العليمُ الصادقُ الذي أنزلَ
عليك الكتاب، وقد يجوزُ أن يكون أقسم بالأسماء والصفات التي هذه
الحروف منها، فكأنه قال: والعليم الحكيم وصاحب هذه الأسماء، لقد
" أنزل عليك الكتاب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute