إِيمَانَكُمْ} [البقرة: ١٤٣] الآية، وقد اتفق العلماء على أن صلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالمدينة كانت إلى بيت المقدس وإن تحويل القبلة إلى الكعبة كان بها.
وعن الواقدي من طريق ابن سعد عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قال ابن سعد: وأخبرنا عبيد اللَّه بن جعفر الزهري عن عثمان بن محمد الأخنسي وعن غيرهما أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما هاجر إلى المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا وكان يحب أن يصرف إلى الكعبة فقال: يا جبريل! وددت أن اللَّه صرف وجهي عن قبلة اليهود، فقال جبريل: إنما أنا عبد، فادع ربك وأسأله، وجعل إذا صلى إلى بيت المقدس يرفع رأسه إلى السماء فنزل قوله تعالى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}[البقرة: ١٤٤]، الآية فوجه إلى الكعبة إلى الميزاب رأسه ويقال: صلى -صلى اللَّه عليه وسلم- ركعتين من الظهر في مسجد المسلمين ثم أمر أن يوجه إلى المسجد الحرام فاستدار إليه ودار معه المسلمون ويقال: زار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أم بشر بن البراء بن معروف في بني سلمة فصنعت له طعامًا وحانت الظهر فصلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بأصحابه ركعتين ثم أمر أن يوجه إلى الكعبة فاستقبل الميزابي فسمي المسجد وروى إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن السنري في كتاب الناسخ والمنسوخ له قال: قوله