وأبو سعد بن عبد الكريم بن محمد بن منصور بن السمعاني تاج الإسلام له الدلائل على تاريخ مدينة الإسلام في عدة مجلدات قدم بيت المقدس زائرا، ومات سنة إحدى وستين وخمسمائة.
الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب منقذ بيت المقدس من أيدي المشركين تقدم ذكره فيما كان له من الفتوح الذي أنزل اللَّه به الملائكة والروح كانت وفاته في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة تغمده اللَّه برحمته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الإسلام وأهله أفضل ما أجزى راعيًا عن رعيته.
والشيخ الزاهد أبو عبد اللَّه القدسي محمد بن أحمد بن إبراهيم له كرامات ظاهرة، ومناقب جليلة باهرة، وأهل مصر يذكرون عنه أشياء خارقة قدم بيت المقدس وأقام به إلى أن مات سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن خمس وخمسين سنة وقبره ظاهر يزار بتربته باملا.
وعلى ذكر إجماع الطوائف كلها على تعظيم بيت المقدس وقصد زيارته ما خلا طائفة السامرة أقول: قال صاحب "مثير الغرام" في آخر فصل ختم به كتابه المذكور: اعلم أن القدس الشريف بلد عظيم أجمعت الطوائف كلها على تعظيمه ما خلا طائفة السامرة؛ فإنهم يقولون إن القدس جبل نابلس وخالفوا جميع الأمم في ذلك، وقد كانت بنو إسرائيل إذا نزل جهم خوف من عدو وأجدبوا صوروا القدس وجعلوه هيكلًا وصوروا أبوابه ومحاريبه واستقبلوا به العدو فهزمهم اللَّه تعالى وكذلك في الجدب إذا صوروه واستسقوا به فلا تزال السماء تمطرهم حتى يرفعوا الهيكل وكانوا يفعلون ذلك