"اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر وعثمان" وحدثنا ابن عيينه عن مسعد عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن عمر أمر المحرم بقتل الزنبور.
مات الإمام الشافعي -رضي اللَّه عنه- بمصر سنة أربع ومائتين وقبره ظاهر بالقرافة معقود عليه قبة عظيمة البناء بأعلاها بموضع الهلال سفينة صغيرة من حديد وفي مقامه يجتمع الناس في كل ليلة أربعاء من أول كل شهر يقرؤون في مقامه تلك الليلة ختمة شريفة، ويقال: إن بعض شعراء ذلك العصر دخل القبة لزيارة قبر الإمام الشافعي -رضي اللَّه عنه- فأعجبه ما رأى من عظمها وارتفاعها وكون السفينة فوقها فكتب في جدار المقام بها:
قبة مولاي قد علاها ... لعظم مقداره السكينة
ولو لم يكن تحتها بحار ... ما كان من فوقها سفينة
والمؤمل بن إسماعيل البصري صدوق قدم بيت المقدس فأعطى قومًا شيئًا وداروا به تلك الأماكن، وكان شديدًا في المشبه، مات سنة ست ومائتين والشرفي بن المفلس السفطي قدم بيت المقدس وروي عنه أنه قال: خرجت من الرملة إلى بيت المقدس فمررت بشرفة وغدير ماء وعشب نابت فجلست آكل من العشب وأشرب من الماء وقلت في نفسي: إن كنت أكلت أو شربت في الدنيا حلالًا فهو هذا فسمعت هاتفًا يقول: يا بشرى فالنفقة التي بلغتك إلى هنا من ابن نعمة مات سنة إحدى وخمسين ومائتين.