في ذكر ابتلائه -صلى اللَّه عليه وسلم- بذبح ولده ومن هو الذبيح، وعُمْر إسحاق عليه السلام، وكم كان عمر أبيه، وأمه حين ولد، وكرامة سارة، والخلاف المذكور في نبوتها ونبوة غيرها من النساء، وقصة يعقوب عليه السلام، وعمره وشيء من قصة ولده يوسف عليه السلام، وصفته ومدة سنه عند فراقه لأبيه يعقوب ومدة غيبته عنه ومدفنه وكم كان بينه وبين موسى عليهما السلام, واعلم أن اللَّه سبحانه وتعالى لما أكرم خليله -صلى اللَّه عليه وسلم- بتمام نعمه امتحنه فيما يسابق مشيئته في خليقته فأراه الكواكب فكان في ذلك محنة الدين واستخرج منه خالص التوحيد بقوله تعالى حكاية عنه:{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الأنعام: ٧٩]، ثم أثبت له الإيمان الحقيقي وأمر العباد باتباعه وسلوك سبيله ثم اصطفاه، واتخذه خليلا، ثم أثبت
له حسن الخلق، ومنحه الاعتدال، وأكمل له ذلك فلم يكن في عصره أكمل ولا أجمل منه وامتحنه في ذلك بالإحراق، وكان فيه من المسلمين الراضين فجعل النار عليه بردًا وسلامًا وألبسه ثوبًا من الجنة وزاده تشريفًا وتكريمًا، ثم تفضل عليه ومن باتساع النعمة في المال الصالح الموصل لنيل الدرجات في الدارين، واكتساب القربات به في العالمين، فانتهى أمره إلى أن لم يكن في زمانه أغنى، ولا أكثر، ولا أفضل منه ثم امتحنه بإرسال الملكين اللذين كانا نزلا عليه فسألاه