وقال الحافظ ابن عساكر -رضي اللَّه عنه- وطول المسجد الأقصى سبعمائة ذراع وخمسة
وستون ذراعًا بذراع الملك، وقال صاحب مثير الغرام: قلت وكذا قاله أبو المعالي المشرف في كتابه، قال: ولكن رأيت قديما بالحائط الشمالي فوق الباب الذي يلي الدويدارية داخل السور بلاطة فيها أن طوله سبعمائة ذراع وأربعة وثمانون ذراعًا وعرضه أربعمائة وخمسة وخمسون ذراعًا وذلك مخالف لما ذكره قال: ووصف فيها الذراع لكني لم أتحقق ذلك هل هو الذراع وثلاثة وثلاثون ذراعًا خارج عن عرض أسوارها انتهى كلامه.
وأما الورقات وما كان من أمرها على اختلاف في اللفظ وتوارد في المعنى على محل واحد فمن ذلك ما رواه أبو بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"ليدخلن الجنة رجل من أمتى يمشي على رجليه وهو حي" فقدمت رفقة إلى بيت المقدس يصلون فيه في خلافة عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- فانطلق رجل من بني تميم يقال له شريك بن حباشة الثقفي يستقي فوقع دلوه في الجب فنزل ليأخذه فوجد بابا في الجب يفتح إلى جنان فدخل من الباب إلى الجنان يمشي فيها وأخذ من شجرها ورقة فجعلها خلف أذنه ثم خرج إلى الجب فارتقى، فأتى صاحب بيت المقدس فأخبره كما رأى من الجنان ودخوله فيها، فأرسل معه إلى الجب فنزل الجب ومعه أناس فلم يجدوا بابا ولم يصلوا إلى الجنان فكتب