وثياب بعض وكلموه أن يركب البرذون ليراه العدو فهو أهيب له عندهم وأن يلبس الثياب ويطرح الفروة فأبى ثم ألحوا عليه فركب البرذون بفروته وثيابه "فهملج" البرذون به "وخطام" ناقته في يده فنزل وركب راحلته وقال لقد غيرني هذا حتى خفت أن أتكبر وأن أنكر نفسي فعليكم يا معشر المسلمين بالقصد وبما أعزكم اللَّه عز وجل به.
وروى طارق بن شهاب قال: لما قدم عمر -رضي اللَّه عنه- الشام عرضت له مخاضة فنزل عن بعيره ونزع "جرموقية" فأمسكها بيده وخاض الماء ومعه بعيره فقال لأبي عبيدة لقد صنعت اليوم صنيعًا عظيمًا عند أهل الأرض فضحك عمر في صدره وقال: لو غيرك يقولها يا أبا عبيدة، إنكم كنتم أذل الناس وأحقر الناس وأقل الناس فأعزكم اللَّه بالإسلام ومهما تطلبوا العز بغيره يذلك اللَّه تعالى وعن يوسف عن أبي حازم عن عثمان عن خالد وعبادة قال: صالح عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- عن أهل إيليا بالجابية وكتب لهم فيه الصلح لكل كورة كتابا واحدا ما خلا أهل إيليا "بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا
ما أعطى عبد اللَّه أمير المؤمنين عمر أهل إيليا من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم مقيمها وبريها وسائر ملتها إنها لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من جزها ولا من "صليبهم" ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيليا أحد من اليهود، وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن