القسوس وأقبلت السعود، وأدبرت النحوس وعاد الإيمان الغريب منه إلى وطنه وطلب الفضل من معدنه وقويت الأوراد واجتمع الزهاد والعباد والأبدال والأوتاد، وعبد الواحد ووحد العابد وتوافد الراكع والساجد والخاشع والواحد والحاكم والشاهد والجاهد والمجاهد والقائم والقاعد المتهجد الساهد والزائر والواجد، وصدع البشر وصدح المفكر وانبعث المنشر وذكر البعث والمحشر، وتذاكر العلماء وتناظر الفقهاء وتحدث الرواة وروى المحدثون وأخلص الداعون ودعا المخلصون وأخذ بالعزيمة المترحضون ولخص المفسرون وانتدب الخطاء وكثر المترشحون للخطابة المعرفون بالفصاحة والعرابة فما منهم إلا من خطب الرتبة ورتب الخطة وأنشأ معنى سابقًا ووشى لفظًا رائقًا، وسوى كلامًا بالوضع لائقًا وروى مبتكرًا من البلاغة فائقًا وكلهم طال الالتهاء بها عنقه وسال من الالتهاب عليها عرقه، وما منهم إلا من يتأهب ويترقب ويتوسل ويتقرب ومنهم من يتعرض ويتضرع ويتشوق ويتشفع وكلهم قد لبس وقاره ووقر لباسه وضرب في أخماسه أسداسه ورفع لهذه الرياسة رأسه، والسلطان لا يعين ولا يلين ولا يخص ولا ينص.
فلما دخل يوم الجمعة رابع شعبان أصبح الناس يسألون في تعين