أنه زعزع نمرود وزعزع قصره وهو في صلب أبيه، ومنها أنه نكس الأصنام وهو في بطن أمه، ومنها طلوع نجم سعده قبل مولده، ومنها خفة مولده، ومنها سهولة وضعه، ومنها شربه عسلًا ولبنا من أصابعه، ومنها خضوع الوحوش والسباع عند رؤيته، ومنها إقرار البقرة الحراث برسالته، ومنها إقرار الوحش بنبوته، ومنها إشارة الحجل ببعثه ومنها شهادة المرضع بصحة حجته، ومنها قلت الأعيان من الرمل بالبر الخالص بمهمته، ومنها إسماع صوت ندائه بحج البيت الحرام لمن شاء اللَّه من خليفته وهو في عالم الأرواح تحت علم اللَّه ومشيئته ومنها وفود الحج كل عام من أقصى المشرق ومنتهى المغرب إلى البيت العتيق لنفوذ استجابة دعوته ومنها ندب الصلاة عليه وعلى آله على كل مصلٍ من تحيته فلا تتم صلاة عبد إلا بعد ذكر شريف اسمه واستجلاء شرف طلعته فهذا أعظم خصوصيته وأجل بركته -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلى آله وصحبه وذريته صلاة تتشرف بها لي الدنيا والآخرة بزيارته ونحشر بها في الآخرة إن شاء اللَّه في زمرته.
وروى صاحب كتاب الأنس بسنده إلى أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال قال رجل لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا خير الناس قال: "ذاك إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم-" وفي لفظ لمسلم أن رجلًا
قال له يا خير البرية قال:"ذاك أبي إبراهيم -عليه السلام-".
وعلى ذكر زيارته -صلى اللَّه عليه وسلم- أقول هي التوجه الخاص الخالص والوقوف تجاه الحضرة الشريفة والسلام على الوجه المشروع والدعاء والتشفع إلى غير ذلك من الآداب.
وكيفية الزيارة أن يبدأ الزائر بما يستحب له من تطهير القلب بالإقلاع عن الذنوب والإنابة إلى اللَّه سبحانه وتعالى ثم التطهر الكامل من الغسل والوضوء ثم ينوي بقلبه زيارته -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم يتوجه بعزم ورغبة ويكثر في طريقه من الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-