وقال البغوي: قال ابن عباس: ولد إسحاق لإبراهيم عليه السلام وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة قال سعيد بن جبير: بشر إبراهيم بإسحاق وهو ابن مائة وسبع عشرة سنة قال الترمذي: وكانت سارة بنت عم إبراهيم ابنة تسعين سنة في قول ابن إسحاق، وقال مجاهد: تسع
وتسعين سنة، وإبراهيم ابن مائة سنة وعشرين سنة، قال: وكان إسحاق ضريرًا ونكح ليقا بنت تنويل فولدت عيصا ويعقوب بعد مضي ستين سنة من عمره وتوفيت سارة، وهي بنت مائة سنة وسبع عشرة سنة، وقيل مائة وسبعًا وعشرين سنة، قال الثعلبي: ذهب بعض العلماء رضي اللَّه عنهم إلى نبوة ثلاث نسوة: سارة وأم موسى، ومريم ابنة عمران، عليه السلام فإن الملائكة بشرت بإسحاق، وقال في حق أم موسى:{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى}[القصص: ٧]، وبشر الملك مريم بعيسى عليه السلام. والمشهور: على أنهن صديقات.
وروى الحافظ ابن عساكر بسنده إلى عبد اللَّه بن عبيد بن عمر عن أبيه قال: قال موسى يا رب ذكرت إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب بها أعطيتهم ذلك قال إبراهيم لم يعدل بي أحدًا إلا اختارني عليه السلام، وإسحاق جاد بنفسه وهو بما سواها أجود، ويعقوب لم أبتله ببلاء إلا زاد في حسن الظن بي.
وروى الثعلبي عن أنس، قال يا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يشفع إسحاق بعدي، فيقول يا رب صدقت نبيك، وجدت بنفسي للذبح فلا تدخل النار من لم يشرك بك شيئًا فيقول اللَّه تعالى: وعزتي وجلالي لا أدخل النار من لم يشرك بي شيئًا، وعلى ذكر قصة يعقوب عليه السلام وعمره وشيء من قصة ولده يوسف عليه السلام وصفته ومدة سنه عند فراقه لأبيه يعقوب، ومدة غيبته عنه، ومدفنه وذكر كم كان بينه وبين موسى عليهما السلام، أقول: يعقوب -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو المسمى بإسرائيل، وقيل معناه صفوة للَّه، وهو أبو الأسباط الذين هم: أولاد يعقوب: وهم اثنا عشر سبطا سموا بذلك لأنه ولد لكل منهم جماعة، وهو أخو العيص، قالوا وسمي يعقوب لأنه كان هو والعيص توأم فخرج من بطن أمه أخذ