للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحسن غيابة الجب قصره، قال قتادة: أسفله والغيابة كل ما غيب شيئًا وسرَّ والغيابة حضرة القبر لأنها تغيب المقبور والجب هو الركبة التي لم تطو والمعنى تطرحوه في موضع مظلم من البئر لا يلحقه نظر الناطرين.

قال الواقدي: واختلفوا في هذا الجب، فقال قتادة: في بيت المقدس، وقال وهب: بأرض الأردن، وقال مقاتل: هو على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب.

وبسنده إلى أحمد بن سعيد عن أبيه قال لما دخل يوسف عليه السلام السجن كتب علي باب السجن قبور الأحياء، وشماتة الأعداء، ومعرفة الأصدقاء، وبسنده إلى عبد اللَّه بن علقمة الطائي قال: رأى يوسف عليه السلام في السجن رجلًا حسن الهيئة فقال: يا عبد اللَّه إني أراك حسن الهيئة ما لي أراك محبوسًا؟ من أنت؟ قال أنا جبريل أتيتك أعلمك كلمات لعل اللَّه أن ينفعك بها، قل: اللهم اجعل من كل هم يهمنى فرجًا ومخرجًا وارزقني من حيث لا أحتسب.

وبسنده إلى ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رحم اللَّه أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لولاه من ساعته ولكنه أخر ذلك سنة" قال أصحاب الأخبار: فلما تمت السنة من يوم سأل الإمارة دعاه الملك وتوجه ورداه بسيفه وأمر له بسرير من ذهب وضرب عليه كله من إستبرق مكلله بالدر والياقوت ثم أمره أن يخرج متوجًا القصة بطولها.

وبسنده إلى وهب بن منبه قال: قيل ليوسف عليه السلام، ما بالك تجوع وأنت على خزائن الأرض؟ فقال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع. قال الواقدي: فلما جمع اللَّه ليوسف عليه السلام شمله وأقر عينه وأتم تأويل رؤياه، دعى ربه، وشكره وحمده، فقال: {رَبِّ

قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: ١٠١] تفسير الأحلام فاطر السموات والأرض" ومن هذا قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} [يس: ٢٢]، أي خلقني، أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين. قال ابن عباس: يريد "لا تسألني"

<<  <  ج: ص:  >  >>