للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلًا أدم طوال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجل مربوع إلى العمرة والبياض سبط الرأس، ورأيت مالكًا خازن النار، ورأيت الدجال في آيات أرانيهن اللَّه تعالى" أخرجه مسلم أيضًا من طريق قتادة والأدم الأسمر الشديد السمرة مأخوذ من أدمة الأرض وهو لونها ومنه سُمي آدم عليه السلام، والضرب من الرجال هو الذي له

جسم ليس بالضخم ولا الضئيل قال ابن الأثير في النهاية الضرب الخفيف اللحم الممشوق المستبدق وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كأنه من رجال شنوءة" فهي قبيلة من العرب اليمانيين سموا بذلك لأنهم كانوا يتباعدون عن الأنجاس يقال رجل فيه شنوءه بفتح الشين المعجمة وضم النون وهمزة مفتوحة بعد الواو إذا كان فيه نفور وتباعد عن الأنجاس حكاه الجوهري، وقيل سمو بذلك لأنهم تشانوا أي تباغضوا وتباعدوا والنسبة إلى أردشنوه شناي بالهمزة ومنهم من لم يهمز شنوه فيقول في النسبة شنوي، وجاء عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رؤيته لموسى بن عمران عليه السلام من طريق ابن عباس رضي اللَّه عنهما أيضا قال: سرنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بواد فقال: أي واد هذا؟ قالوا: وادي الأزرق قال: كأني انظر إلى موسى عليه السلام فذكر من لونه وشعره شيئًا لم يحفظه داود أحد رواة الحديث واضعًا أصبعيه بأذنيه له حوار إلى اللَّه تعالى بالتلبية بهذا الوادي ثم أتى على ثنية هرشا فقال: أي ثنية هذه؟ قالوا: ثنية هرشا فقال: كأني انظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء جعد عليه جبة من صوف حطام ناقته حنبه يعني ليفا والجوأر بضم الجيم وبالهمزة رفع الصوت وقد اختلف العلماء رضي اللَّه عنهم في هذه الرؤية التي رآها نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- للأنبياء عليهم السلام فقيل إن ذلك كان في المنام بدليل ما جاء في بعض الروايات في الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>