للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسان أزواج أخيار أبرار ينظرون إلى قرة أعيان" أقول: وهذه منقبة عظيمة لهذا المسجد المشرف باجتماع هذا الجمع الكبير والجمع الغفير من الأنبياء والمرسلين والملائكة وصلاتهم به مأمومين يؤمهم المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-، آدم فمن دونه وهذا لم يتفق في سائر الأرضين. واختلف العلماء رضي اللَّه تعالى عنهم في صلاته -صلى اللَّه عليه وسلم- بالأنبياء تلك الليلة فقال بعضهم إنها صلاة لغوية وهى دعاء وذكر وقيل هي الصلاة المعروفة وهذا أصح القولين لأن اللفظ يحمل على حقيقته الشرعية وقد جاء في رواية في الأحاديث الطوال "أنه ذهب به جبريل إلى بيت المقدس عقب صعوده إلى السماء وأنه أم النبيين فصلى بهم الظهر والعصر والعشاء".

وقد صح أن جبريل أذن وأقام ثم صلى بهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهذا صريح في أن المراد بالصلاة حقيقتها الشرعية لأن الدعاء لا أذان له "قال المشرف: ويستحب أن يقصد فيه المعراج ويصلى فيها ويجتهد في الدعاء فإن موضعه مجمع على إجابة الدعاء فيه قال: ويستحب أن يدعو بدعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي كان يدعو به فى جوف الليل وهو

ما رواه بسنده إلى ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قال: بعثني العباس إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأتيته وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث قال فقام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي من الليل فلما صلى الركعتين قبل الفجر قال: "اللهم إني أسألك رحمة من

<<  <  ج: ص:  >  >>