القبة وجعل مكانها محراب لطيف في الأرض محوط بالرخام الأحمر في دائرة على سمت بلاط صحن الصخرة، ويقال إن موضع ذلك المحراب موضع صلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالأنبياء والملائكة ثم تقدم قدام ذلك الموضع فوضعت له مرقاة من ذهب ومرقاة من فضة وهو المعراج كما قدمناه، ويوافقه قول كعب من أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- تقدم حتى كان من شامي الصخرة فصلى بالمرسلين والملائكة ثم تقدم قدام ذلك الموضع فوضعت له مرقاة من ذهب وهو المعراج قال وهى القبة التي عن يمين الصخرة ثم قال مر إلى القبة يعني قبة المعراج، ويوافقه قوله لصفية زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يا أم المؤمنين صلِّ ههنا فإن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى بالنبيين ههنا حين أسري به إلى السماء، فعلى هذا تكون قبة المعراج هي قبة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو ينافي ما تقدم، وعن المشرف عن صاحب المستقصى قال المشرف رحمه اللَّه تعالى لم يختلف اثنان أنه عرج به -صلى اللَّه عليه وسلم- من عند القبة
التي يقال لها قبة المعراج وحكاه في مثير الغرام وأقره والذي يستحب من الدعاء فيه ما قاله النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ما رواه نافع عن ابن عمر أنه كان إذا جلس مجلسا لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات وزعم أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يدعو بهذه لجلسائه وهي: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا والآخرة، اللهم! أمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوينا أبدًا ما حيينا