إثباته من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، وهو استواء حقيقي، معناه: العلو والاستقرار على وجه يليق بالله تعالى. قال الإمام مالك: الاستواء معلوم (١)، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
وإنما وقعت الشبهة لمثل هؤلاء في ظنهم الكاذب أنَّ السماوات والأرض أكبر شيء في هذا الوجود، وغفلوا عن أن هذه السماوات والأرض في كرسي الرحمن لا تساوي حلقة أُلقيت في فلاة: أي صحراء واسعة، خالية من الناس والماء والنبات.
(١) جاء في "شرح لمعة الاعتقاد" لابن عثيمين -رحمه الله تعالى- بتصرف: وقد فسر أهل التعطيل الاستواء: بالاستيلاء. فقالوا في قوله تعالى: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} أي: استولى عليه -تعالى الله عما يقولون علوّا كبيرا- ونرد عليهم: بأن قولهم هذا خلاف ظاهر النصوص وخلاف طريقة السلف، وليس عليه دليل صحيح، وأنه لا يعرف في اللغة العربية بهذا المعنى، وأنه يلزم عليه لوازم باطلة مثل: أن العرش لم يكن ملكًا لله، ثم استولى عليه بعدُ -سبحان الله عما يصفون-. (قل).