للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك بقوله: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ}، وقال تعالى في غير المؤمن، قال: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} الآية [الفرقان:٢٣] , وقال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: ١٦] إلى غير ذلك من الآيات.

أمَّا المسألة الرَّابعة: التي هي تحكيمُ غير الشَّرع الكريم، فقد بَيَّنَ القرآن أنَّها كفرٌ بواحٌ، وشركٌ بالله تعالى.

ولمَّا أَوْحَى الشَّيطان إلى كفَّار مكة أن يسألوا نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن الشَّاة تُصبح ميتةً مَنْ قتلها، فقال: "الله قَتَلَها" فأوحى إليهم أَنْ قولوا له: ما ذبحتم بأيديكم حلال، وما ذبحه الله بيده الكريمة حرام، فأنتم إذًا أحسن من الله، أنزلَ الله: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} الآية [الأنعام: ١٢١].

وعدم دخول الفاء على جملة: {إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} قرينةٌ ظاهرةُ على تقدير لام توطئة القسم. فهو قَسَمٌ من الله أقسمَ به جَلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة على أَنَّ مَنْ أطاعَ الشَّيطان في تشريعه تحليلَ الميتة أنَّهُ مشركٌ، وهو شركٌ أكبر مخرج عن الملَّة الإِسلامية بإجماع

<<  <   >  >>