[النور: ٢]، {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}[المائدة: ١٥]، {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}[محمد: ٣٣]، فالسَّارقةُ ليست غير السَّارق نفسًا وفعلًا وعقوبة، والزَّاني ليسَ غير الزَّانية نفسًا وفعلًا وعقوبةً، والنُّورُ والكتاب المبين شيء، وطاعة الرَّسول هي طاعة الله كما أكدتْها آيةٌ أخرى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء: ٨٠]، وإنَّما جاءَ العَطفُ في هذه الآيات لبيان الجنس أو النوع كما أنَّ عطف الكتاب المبين على النُّور كانَ لأنَّ النُّورَ معنىً غيرُ ملموس ولا محسوس، فكان العطفُ للتَّنصيص أو التَّخصيص لئلا يجدَ الكفار حجَّةً لهم لإنكار النور، أمّا الكتَاب فلا يستطيعون إنكارَهُ، فالعطف إذًا لا يقتضي المغايرة دائمًا، ولو قال النُّحاة وقالوا، فالنُّحاةُ ليسوا حجةً على القرآن، بل القرآن حجةٌ عليهم، ثم هل اتَّفق النُّحاةُ على قاعدة واحدة في النَّواصبِ، والرَّوافع، والجوازم، والعواطف، والضمائر، والظَّواهر؟!
الإسراف في ادِّعاءِ النَّسخ
من الملاحَظ أن كثيرًا من المفسِّرينَ القُدامى وبعض المُحْدَثين قد أسرفوا في ادِّعاء النَّسخ لكثير من آيات القرآن، حتَى ذهبَ بعضهم إلى زَعْم النَّسخ للأخبار، وهذا باطلٌ بل كفر؛ لأنَّه يعني التَّكذيب