ومَجلسٌ كان داخل المسجد النَّبوي لَمَّا زارَ مَلِكُ المَغْرِب الأقصى مولاي محمَّد بن يوسف المعروف بمحمد الخامس
لَما زار المملكة العربية السعودية سنة ١٣٧٨ هـ، وزار المدينة المنوَّرة طلب من فضيلة الشَّيخ مُحَمَّد الأمين -رحمه الله- محاضرةً حول كمال الدِّين الإِسلامي، فأجابه إلى طلبه، وألقى عليه داخل المسجد النَّبوي الشريف محاضرةً موضوعها قوله تعالى في سورة المائدة:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية [المائدة: ٣].
وهذا نصُّ تلك المحاضرة:
الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا مُحَمَّد وعلى آله وصحبه ومن دَعَا بدعوته إلى يوم الدِّين. وبعد: قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ذلك اليوم يومُ عرفة، وهو يوم الجمعة في حجَّة الوداع، نزلت هذه الآية الكريمة والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقفٌ بعرفات عشيَّة ذلك اليوم، وعاش - صلى الله عليه وسلم - بعد نزولها إحدى وثمانين ليلة؛ وقد صَرَّحَ الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنَّهُ أكمل لنا ديننا فلا