وبعد وفاة شيخنا عليه رحمةُ الله في ذي الحجَّة ١٣٩٣ هـ ظهر في مجلة التَّضامن الإسلامي عدد رجب وشعبان سنة ١٣٩٤ هـ مقالٌ لفضيلة الشَّيخ أحمد محمَّد جمال يردُّ فيه على كتاب -فضيلة الشَّيخ- دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب.
وهو كتاب أبدع الشَّيخُ -عليه رحمةُ الله- فيه على صغر حجمه في الجَمْعِ بين الآيات القرآنية التي يتوهَّم غيرُ المطلع كلَّ الاطلاع في التَّفسير أنَّ بينها تعارضًا، ومعلومٌ أنَّه لا يمكن تعارضه، {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء: ٨٢]، إلا أنَّ طالب العلم البسيط إذا سمع قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (٣٩)} [الرحمن: ٣٩]، ويسمع قوله تعالى:{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[الأعراف: ٦]، أو يسمع قوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الشورى: ٥٢]، ويسمع قوله تعالى:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[القصص: ٥٦].
فإنَّ طالب العلم الذي لم يكن مطَّلعًا على مسائل التَّفسير قد