للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خاتمة]

رحمَ اللهُ شيخَنا الأمين، وجَمَعَنا به في مستقرِّ رحمته، ما أحلاها أيَّامًا عشناها، نغترفُ من فائض علومه، فقد كان بيته مدرسةً ننعم فيها بدراسة ما نبتغي من شتَّى فنون العلم؛ من تفسيرٍ، وفقهٍ، وأصولِ فقهٍ، ولغةٍ، وقواعدَ نحويَّةِ، وصرفيةٍ، وبلاغة.

غير أنَّهُ عَوَّدنا -عليه رحمةُ الله- من سلاسةِ التعبيرِ، وحلاوة البيان، ووضوح العبارة ما جعلنا نَمُجُّ بعده كلَّ عبارةٍ لآخر من بعده.

الأمر الذي جعل مصيبتنا به نحن تلاميذَهُ كارثةً بالنَّسبة لنا دون من لم يأخذ عنه مباشرة من الناس، غير أنَّ لنا أحسن العَزاء فيه بمصابنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

ولكنَّنا نحمدُ الله تعالى أنْ تَفَضَّلَ به علينا ومَتَّعنا به مُدَّةَ من الزَّمنِ، تَمَكَّنَ فيها من تصحيح عقائدنا مما كُنَّا نَتَشَبَّث به من عقيدة الأشعريَّة، وما كان فيها من رواسب مذاهب الشَّيخ أبي الحَسَنُ الأشعري الأوَّل، أيامَ كان النَّاطِق باسمِ زوجِ أُمِّهِ الجبَّائي شيخ المعتزلة.

<<  <   >  >>