للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومجلس مع الشّيخ عبد الله السَّعدوان

وفي السنة الدراسية من عام ١٣٧٥ هـ، لم يصحب الشَّيخُ محمَّد الأمين أهله معه إلى الرياض، بل بقيتْ بعيدةً عنه بالمدينة المنورة لأمرٍ اقتضى ذلك، واستأجر الشَيخُ منزلًا عظيمًا للسكنى وسكن معه جماعةٌ من الطلبة بلغوا -إنْ لم تخني ذاكرتي- ستة عشر رجلًا، وكانوا كلهم طلبةَ علمٍ إمّا بمعهد أم قيس وإما بمعهد إمام الدعوة بدخنة.

كانوا إذا رجعوا من الدِّراسة متكاسلين، دَفَعَ إليهم الشَّيخ فلوسًا يشترون بها الطعام من المطابخ العمومية، فتأثَّرت صحة الشَّيخ لذلك، وكان -عليه رحمةُ الله- يطالبهم بأنْ يجعلوا الخدمة كلَّ يوم على اثنين لخدمة الجماعة وهو يكفيهم جميع المصاريف، لكنّه لم يجد آذانًا صاغية لتغلُّب الكسل على هؤلاء.

وعندها قرَّرت في نفسي خدمة شيخي، فعرضتُ ذلك عليه وقلت له: تلميذك لِمَا تعوَّدهُ من الأسفار صار عنده إلمامٌ بالخدمة نوعًا ما؛ لذلك فإني أستطيع أنْ أؤمن لكم ما يكفيكم واثنين أو ثلاثةٍ معكُم،

<<  <   >  >>