للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن لزومها في القرآن: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} الآية [آل عمران: ٢٠٠] , {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: ٤٣] , وقال بعض العلماء: هي متعدية دائمًا إلَّا أنها يكثر حذف مفعولها، ومن تعديتها من كلام العرب قول عنترة وقيل أبو ذؤيب:

فصبرتُ عارفةً لذلك حرّةً ... ترسو إذا نفسُ الجبانِ تطلَّعُ

والصَّبر خصلةٌ من خصال الخير عظيمة، صَرَّح الله في سورة فصلت أنَّه لا يعطيها لكلِّ النَّاس، وإنَّما يعطيها لصاحب الحظ الأكبر والنصيب الأوفر، وذلك في قوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} الآية [فصلت: ٣٥] , وهذه الخصلة التي هي الصَّبر لا يعلم جزاءها إلَّا الله كما قال جلَّ وعلا: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} الآية [الزمر: ١٠] , والصَّائمون من خيار الصَّابرينَ ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه: "إلَّا الصَّوم فهو لي وأنا أجزي به".

والصَّبر يتناول الصَّبر على طاعة الله وإن كنتَ كالقابض على الجمر، والصَّبر عن معصية الله وإن اشتعلت نار الشهوات، يدخل في ذلك الصبر على المصائب عند الصدمة الأولى والصبر على الموت تحت ظلال السيوف.

<<  <   >  >>