للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها: أنَّه راجع إلى الاستعانة المفهومة من قوله: {وَاسْتَعِينُوا}، ومنها: أنَّه راجع إلى المذكورات في الآية قبل هذا، والتحقيق: أنَّه راجع إلى الصلاة، وإنَّ المعنى: {وَإِنَّهَا} أي: الصلاة لكبيرة شاقة على كلِّ أحد إلَّا على الخاشعين، والصَّبر كذلك على المصائب، وعلى طاعة الله، وعن معاصي الله كبير جدًا إلَّا على الخاشعين، والظَّاهر أن الضمير إنَّما رجع على أحد المتعاطفين اكتفاء به عن الآخر؛ لأن مثل ذلك يفهم في الآخر، وهذا يكثر في القرآن وفي كلام العرب.

فمنه في القرآن قوله هنا: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا}، ونظيره: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} الآية [التوبة: ٣٤] , وقوله: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: ٦٢] , ولم يقل يرضوهما، وقوله جلَّ وعلا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ} [الأنفال: ٢٠] , ولم يقل عنهما.

ونظيره من كلام العرب قول حَسَّان بن ثابت:

إنَّ شرخَ الشَّبابِ والشعرَ الأسـ ... ـودَ ما لم يُعاصَ كان جنونا

ولم يقل: ما لم يعاصيا، وقول: نابغة ذبيان:

<<  <   >  >>