للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهارون، هو عَيْنُ شمول قوله تعالى: {فَتَشْقَى} لحواء.

ونحن نقول: إن بين الآيتين بونًا كبيرًا، فإن علاقة هارون بموسى علاقةٌ تبعد كلَّ البعد عن علاقة آدم بحواء.

فهارون وموسى رجلان أخوان اشتركا في الرِّسالة، وليس بينهما علاقة أخصّ من ذلك تشبه ما بين آدم وحواء.

وإنَّ مدلول قوله تعالى: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا} هو: فلا تقبلا منه فيكون سببًا لخروجكما من الجنَّة فتشقى يعني أنت وزوجك، وخصَّهُ بالخطاب لأنه هو العائل لها، وإنما خصَّه بذكر الشَّقاء ولم يقل فتشقيان لعلمنا أنَّ نفقة الزوجة هي على زوجها.

فإذا علمنا أن المغايرة بين علاقة هارون وموسى، وعلاقة آدم وحواء موجودة، فليس هنا ما يجعل من الجمع بين الآيتين أمرًا غير وجيه، راجع تفسير القرطبي جـ ٨/ ص ٣٧٥، وراجع تفسير أبي حيَّان المجلد الرَّابع عند هذه الآية، وراجع تفسير الشَّوكاني عند قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} الآية [يونس: ٨٩].

وبذلك يتبيَّن لك وللقارئ أنَّ شيخنا -عليه رحمةُ اللَّه- فيما ذهب إليه كان يستند على أجلَّة العلماء والمفسِّرين، فما الذي يستند عليه الأستاذ أحمد جمال؟؟.

<<  <   >  >>